تعرفكم عمارة التجّار اليوم على المهندسة غالية الظفيري، أحد أهم المصممين الداخليين والمعماريين الناشئين في الكويت. بدأت غالية تبحث عن شغفها بعد أن أكملت 3 سنوات في جامعة AUK وحصلت على أول شهادة بكالوريوس من الجامعة الكاثوليكية في دراسة هندسة الكمبيوتر، لكنها أدركت أنها لا تناسب ميولها، في حين أنها كانت تعشق الفنون وتتقن الرسم وترى بأن لها نظرة فنية مختلفة عن نظرة مجتمعها للمعمار والفنون.
قررت أن تنتقل للعيش في عاصمة واشنطن لبدء الدراسة من جديد واكتشفت بعد أول فصل دراسي شغفها بالعالم الجديد، الذي يجمع الفن بالثقافة بطريقة لا مثيل لها. ابدعت غالية في دراستها وتخرجت من جامعة هوثورن بتخصص رئيسي في الهندسة المعمارية بجانب الفلسفة والتاريخ والدراسات الإسلامية والشريعة كتخصصات مساندة في عام 2019. استمر حب غالية للدمج بين ثقافتها والهندسة بأفضل طريقة ممكنة، وحصلت بعدها على درجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية وتمكنت من الحصول على جائزة أفضل مشروع تخرج من الجامعة ولاقت التقدير والتهنئة من دولة الكويت، فمشروعها كان يتضمن تصميم خاص لمحطات قطار الريل في الكويت.
عند عودتها للكويت، قدمت على العديد من الشركات الرائدة في عالم الهندسة في الكويت. بعد أن تم رفضها من عدة جهات، قررت إنشاء شركتها الخاصة في أميركا إيمانًا منها بقدراتها وابداعها وتفانيها في العمل، وبالفعل بدأت بالعمل في مجال الهندسة والتصميم الداخلي بالتعاون مع وكالة عقارات تهدف لإعادة بيع البيوت. كانت تقوم بترميم وإصلاح البيوت وتأثيثها من جديد وهذا ما جعلها تكتسب الكثير من الخبرة والثقة بعملها وبقدراتها. هنا كانت بداية انتشار اسم غالية الظفيري بعد أن كانت تنشر أعمال الصيانة والتصميم التي تقوم بها على وسائل التواصل الاجتماعي، وتمكنت بذلك من جمع قاعدة جماهيرية تثق بها و بأعمالها حتى حصلت على أول عميل رسمي لها في الكويت.
تهدف من خلال شركتها الخاصة استوديو غالية الظفيري للتصميم الداخلي والمعماري إلى تقديم حلول معمارية مستدامة من خلال الجمع بين الجغرافيا والتاريخ والثقافة والفن تحت سقف واحد. تتبع غالية فلسفة الإيمان بالطبيعة فتقول: "البنية البيولوجية للنباتات والحيوانات تساعدها على البقاء والتطور، لذلك كلما اقتربنا من الطبيعة كلما أصبحنا أكثر استدامة." أعمالها الفنية والمعمارية على أرض الواقع أكبر دليل على فلسفتها، فهي تستخدم الألوان الطبيعية وتستند على دراسة الضوء الطبيعي والقواعد العلمية للمتطلبات البشرية للمساحات في كل ما تقدمه لعملائها. تعتقد غالية بأن مجتمع وثقافة الكويت بحاجة إلى توسيع وتعزيز وجهات نظرهم ومداركهم تجاه الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي، لذلك هي تعمل بكل جهد لتحقيق هذه الرؤية.
تؤمن غالية بأهمية الثبات على القيم والاستمرارية بتقديم الأفضل وترى بأن التعرف على أفراد مجتمعها والتواصل معهم أحد أهم أسرار النجاح. كما أنها تشجع شباب اليوم على السعي والمثابرة نحو الوصول لأحلامهم مهما كلفهم الأمر، وترى بأن كل كويتي يحمل حب التجارة بداخله وبأن هناك فرص متاحة للجميع. من هذا المنطلق، بدأت غالية بتوظيف الخريجين من هذا المجال ممن يملكون الحس الإبداعي والفني في شركتها الخاصة، مترجمةً بذلك الهدف الرئيسي وراء عمارة التجار وهو قيادة التجّار الشباب في الكويت نحو مستقبل أكثر ازدهارًا وتطورًا.